السبت، 17 يناير 2009

عطر خولة - حسين جلعاد


**** حسين جلعاد ...خولة تبعث لك تقديرها على ماسطرته انت ادناه !!!!

شالها

أمرّ بالعواصم ونيّتي حلبُ.
كأن الطريق إلى يديك مستحيل. أصادق الريح في هجرة الطير؛
كي إذا مرّتْ بسماء المنزل تعود برائحة العطر، أو تلقي عند بابك روحي.
أخفي شالك تحت قميصي كي لا أموت في الوحشة إذا ابيّضتْ عيناي، أو علّ الدرب تعود بي يوما؛ فأعود.

السرير بلا نفس

مسّتْ رائحة ُ الليل كتفي، فبكى شجرٌ ينتظر
ناحلة ٌفي النشيد حلبُ، ناحلة ٌفي الرسائل يداي
والأغاني بعد عينيكِ كلامٌ حامضٌ، وقلبي كالعرجون القديم: لا خمرٌ ولا عنبُ.
ستأتيكِ الريحُ بقلبٍ تنفّس في الليل ...
سيأتيني الزاجلُ بشوق يطرق نافذة السُّهد، ويرتدّ مرتعشاً، أصفر ناحلاً كالصمت، حين لا تفتح يدٌ بابي، وتصفر الوحشة ُ كحزن اليتيم على باب السماء.
... وتعبرين في قصب الناي، كرجفة آية الكرسي، فلا سِنَة ٌولا نوم.
ذهبَ الخريفُ بي، ذهبَ التذكّرُ بابتسامة العيون إذ تلتقي، ذهبتْ يدٌ
تلوّح خلف شبابيك الحنين، وشالاتٌ على كتفيك مبهمة بالمسرة والعطر.
سكنتْ ريحُ المتوسّط بيننا... ولا يلتقي الناحلُ بالمستهام.
سلاماً على غبش المرايا وكحل العين يسحّ
سلاماً على خاتمك الصغير، يسقط قرب السرير بلا نفسْ!

الدرج الصغير

ما تسرّب من شقوق القلب
ضاع في دفلى الكلام
... تلك خسارتي الفادحة.
كان عليّ أن امشي كونين وثلاثين قمراً، لأعرف أن الدرج الصغير إلى بابك
قد فاح في النشيد، وأن العطر وَلَهٌ، حين تمسّين الأرض بأطراف الثوب.
كأنك غبش الصبح في دنياي العصيّة، فرحة هانئة
تطرق نافذتي بالمطر، فأغفل عن جروحي القديمة واندفاع السيف في الجسد.
لا شيء يشبهك هنا،
لأبرأ من اختلاج الشفة السفلى، ومن يدين ترقّصان هواء القلب، فتغيم عيناي.
لا شيء يشبهني هنا،
لا رأس المقدوني يزفر على جيد آسيا حلمَ أثينا،
ولا صرخة أخيل في الغصة الأخيرة، يبكي نسيان الآلهة للقدم الصغيرة.
لا شيء يعقب الفداحة.‍‍