السبت، 18 ديسمبر 2010

على قائمة تفوق الدفعة الثلاثين لجامعة قطر

معادلة التفوق " بقلم نورة المسيفري " معلمتي وامي الثانية

( مقال )

أخذتني الذكريات وأنا أطالع أسماء الدفعة الثلاثين من خريجات جامعة قطر إلي سنوات التدريس التي كنت ومازلت أعتبرها من أفضل سنوات العمر وأكثرها ثراء.. فمن عشق التدريس وأعتبره رسالة حياته يعرف يقينا قيمة ما أتحدث عنه.. التعليم مهنة نصف سماوية.. والمعلم كاد أن يكون رسولا بما يقوم به من تبليغ الأمانة وغرس القيم في الأجيال جيلا بعد جيل.. نورة عبدالرحمن.. خولة مرتضي.. نورة أكبر.. علي قائمة التفوق في الدفعة الثلاثين.. وأي إنجاز أبهي وأحلي.. تلك الوجوه الواعدة النابضة بحب العلم والتعلم واكتساب المهارات واكتشاف العالم بأسره.. قابلتهن في المرحلة الثانوية وكن طالباتي لمدة ثلاث سنوات.. كم خضنا حوارات غنية.. وكم شاركنا في أنشطة ناضجة وثرية تفيض بانتماء حقيقي لدين عظيم ووطن كبير.. عشنا أحلاماً مشتركة و... هموما مشتركة.. كن صغيرات تشغلهن اهتمامات عظيمة.. أما علياء علي وهي متفوقة أخري علمتها في الإعدادية فكانت الذكاء المقترن بالشغب الذي يميز مرحلة المراهقة بثورتها ونمو شخصيتها مما جعلها اسماً عصياً علي النسيان.. فمن كل قلبي مبروك.. وفرحتي بكن لاتضاهيها إلا فرحة أم ببناتها.. ودعني أهمس في أذانكن بهذه الكلمات.. إن التفوق حلم الجميع لكن لا يتقنه إلا من أعطاه الله عز وجل قدرات صقلها بالجد والمثابرة.. ويبقي التفوق بالنسبة للفتيات معادلة لا تتحقق إلا إذا حققت الفتاة توازناً بين حياتها العملية والأسرية فلا يطغي أحدهما علي الآخر.. ولن أزيد عما قالته سعادة الشيخة المياسة ضيف شرف حفل التخريج في كلمتها للخريجات حيث قالت: إنَّ رحلة ما بعد التخرج تحمل العديد من التحديات التي تواجه الخريجات، والتي من أبرزها تحدي الحفاظ علي التوازن اللازم بين دور المرأة في بناء الوطن ودورها في بناء الأسرة وتنشئة الأبناء، وبالنسبة لي لا أري أي تناقض بين الدورين، فمثلما أنَّ مساهمة المرأة في العمل العام تعطي لحياتها معني ولوجودها قيمة، فإنَّ قيامها بدورها كربة بيت والاستثمار في مستقبل الأبناء يضاعف من أهمية دورها ويزيد مما لديها من إحساس بالنجاح، فمن أرادت تميزا حقيقيا وتفوقا ملموسا فعليها بالاهتمام بأدوارها في الحياة فلا يطغي دور علي آخر.. نعم في ذلك جهد خارق ولكن من طلب العلا سهر الليالي ومن لم تستطع فعليها بالاهتمام بدورها كأم وزوجة فلمثل هذا خلقت ونتاج هذا الدور العظيم فيه تعزية لعدم تحقيق إنجاز شخصي.. مع إيماني الشديد بأن دور الأم والزوجة يعد من أعظم الأدوار التي لايماثلها أي دور مهما تميز..