الأحد، 18 يناير 2009

واقف عبق الماضي





فيلم تاريخي من إنتاجي : خولة مرتضوي وصديقتي نورة الصديقي ....ويتحدث الفيلم عن سوق واقف يتحدث عن أصالة السوق القطري القديم وعلاقته بالحاضر .

ويعرض الفيلم أهمية سوق واقف حيث يعتبر السوق نقطة التقاء للسائحين والباحثين عن تراث الزمن الماضي وأنه أبرز معالم قطر.
ويبرز الفيلم مقابلات مع مجموعة من البائعين الذين قصدوا المكان من أجل بيع هواياتهم خاصة ما يتعلق بالطوابع والعملات والأواني القديمة ، وكذلك لقاءات مع مجموعة من السياح وزوار سوق واقف ، مع إبراز أهمية التمسك بالتراث القديم وإحياءه في زمن قد يتناسى الإنسان تراث ماضيه.






سوق واقف يتألق في الملتقي الإعلامي تاريخ النشر: الثلاثاء8/4/2008, تمام الساعة 02:02 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة

بمشروع تخرج يستعرض مراحل تطوره

* خولة مرتضوي: متحف مفتوح يسجل مسيرة وطن وسحر التراث
* نورة الصديقي: السوق يجذب عشاق الأصالة والتراث القطري

الدوحة - الراية:
عرض قسم الإعلام وعلم المعلومات ضمن فعاليات اليوم الثاني للملتقي الإعلامي مشروع التخرج الذي حصل علي المركز الأول في فصل خريف 2007 والذي جاء بعنوان واقف عبق الماضي . وكان لنا هذا اللقاء مع الطالبتين نورة أكبر صديقي وخولة مرتضي مرتضوي صاحبتا فكرة المشروع ومخرجتا العمل.
أكدت نورة الصديقي الحاصلة علي بكالوريوس الإعلام وعلم المعلومات بتقدير امتياز: أن فكرة المشروع تبلورت في تسليط الضوء علي سوق واقف ذلك السوق العتيق الذي من أجله تكتحل العين وتطيب الأفئدة وتنشرح النفوس والذي يعود بنا إلي ذكريات الزمن الماضي، حيث الناظر إلي السوق يتذكر قطر القديمة وأيامها الأصيلة، وكل ما زخرت به من أصالة وجمال وعراقة حيث تتجلي حسنا أمام ذاكرة السنين حيث للماضي عودة من جديد في واقف. وأضافت: فما إن تطأ قدماك عتبة سوق واقف حتي يقذف بك الزمان بعيدا في أحضان خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث كل شيء في هذا المكان وقف عند تلك الفترة التي عاشتها قطر قديما. وأكدت علي: أن واقف، مكان تتعانق فيه الرغبات المتباينة، فهو منبر للعمل الحرفي الاصيل، حيث الاجداد قابعون علي ما نشأوا عليه من حرف يزاولونها حبا وشغفا، حيث العمل هو الحياة والحياة هي العمل. وقالت: بدأت فكرة المشروع حينما لاحظت هذا الاندفاع الجماهيري الكبير نحو هذا السوق كما لاحظت العدد الكبير من السائحين والشخصيات المهمة التي تزور البلاد الذين يفضلون زيارة السوق الذي يعد نقطة التقاء عشاق الاصالة السائحين علي وجه الارض بحثا عن كل مايمت للزمن الماضي، وفي الطرقات ألوان متعددة وألسن ولغات متباينة لسياح يفتشون ويبحثون عن تراث قطر القديم. وقالت: بدأ العمل كحلم كان يراودني وفضلت ان يتحقق عندما اشرع في تنفيذ مشروع التخرج الخاص بي كونه سيكون آخر علامة ستبقي لي في مجال العمل التلفزيوني بقسم الإعلام، وبدأنا بالفعل التخطيط والعمل من اجل وضع خطة كافية تغطي السوق من كافة النواحي الجمالية والتراثية والإبداعية. وقالت: ذهبنا في زيارة تفحصية للمكان لأكثر من مرة وبالفعل هذا المكان كلما توغلت فيه أكثر كلما اكتشفته من جديد، وعلي اثر ذلك قمنا باعتماد الخطة واخذ الموافقات النهائية للبدء بتصوير المشروع. أما عن عمليات تصوير المشروع أضافت صديقي : كان العمل عبارة عن عشرة ايام متواصلة لالتقاط الصور والفيديو الخاص بالمشروع والذي كان بالاستعانة بنوعين من الكاميرات الجديدة ذات خاصية الديجيتال والتصوير الليلي الدقيق. وتضيف: المحك الرئيسي كان في بداية عمليات المونتاج حيث مدة التصوير الطويلة تقتضي العثور علي اللقطات الأفضل والأجود والأكثر ملاءمة لجو السيناريو وبالفعل تم بداية الاستعانة بصوت مناسب ليلقي المشروع وهو الأستاذة فوزية الجعيدي المذيعة بإذاعة قطر وتم تركيب مجموعة من المؤثرات الصوتية والموسيقي التراثية الأصيلة ومن بعدها تم تركيب الأشواط التصويرية وذلك في عميلة مونتاج قمت بها بنفسي مستعينة بالخبرات التي اكتسبتها أثناء دراستي في قسم الإعلام وكذلك من خلال الأعمال التلفزيونية التسجيلية التي كنت أقدمها تطوعا لخدمة الكلية ومجتمع الجامعة. وقالت نورة الصديقي: كان لابد من إدخال لمحة فنية ذات جودة عالية فقمنا بعرض فكرة تيترات البداية والنهاية علي قسم الجرافيك بتلفزيون قطر وقد قام أ. عبدالكريم الخراشي مشكورا بتطبيق الفكرة وتطويرها بشكل يؤدي إلي جذب المشاهد نحو العمل المقدم بطريقة تستعين بإمكانيات دمج الصور والمؤثرات الدقيقة التي تخلق الجو المهيأ للدخول في العمل. وقالت: وددت لو كان المشروع معروضا علي تلفزيون قطر، فهو التلفزيون الوحيد الذي اطمح أن تبني المشروع ويقوم بعرضه تشجيعا لنا كخريجين من أجل ملاحظة المزيد من معالم الدولة التي تحتاج مزيدا من تسليط عدسة الكاميرا عليها. وعن طموحاتها قالت نورة الصديقي: جل اهتمامي حاليا هو إكمال دراستي العليا والانخراط في مجال العمل الإعلامي حيث إني وجدت أن هذا المجال الفضفاض هو الأكثر ملاءمة لطموحي ولرغباتي منذ أن كنت طالبة حتي وصلت إلي هذه المرحلة، ولفتت الي رغبتها في المشاركة بالمشروع في عدد من المهرجانات الخاصة في العمل الإنتاجي التلفزيوني. وقالت خولة مرتضوي خريجة قسم الإعلام وعلم المعلومات الحاصلة علي درجة امتياز: إن سوق واقف متحف يحوي كنوزاً قد اندثرت وأثريات قد نسيت ومخطوطات قد أهملت تعتبر وثائق دالة علي مسيرة قطر، وهو كذلك أبو أسواق قطر... أقدمها عمرا... وأكبرها حجما... وأكثرها تنوعا... فهو يمزج ارث الماضي بحداثة الحاضر... حيث الدكاكين والمحال الكثيرة بها ينضح كثير الكثير... فلا تخلو الأزقة والطرقات من محال التراث لبيع التحف النادرة والثمينة والهدايا المتنوعة والأقمشة المختلفة المزركشة واللامعة التقليدية والبسط والمجالس وبيوت الشعر القديمة ولوازم الخيول العربية ومحال الصيرفة، فمرورا بالساعات من صغيرها وكبيرها والعسل الطبيعي والمصنع والصور الجديدة والنادرة والحجامة وأدواتها وعلاجاتها فوصولا الي المكسرات بأنواعها المتعددة والشوكولاتة بطعومها المختلفة والسيوف والخناجر الذهبية والفضية، فانتهاء ببيع الآلات الموسيقية. بمعني آخر كل شيء موجود في السوق حتي الماضي يعانق فيه الحاضر. وأضافت: الناظر إلي المكان يلاحظ أن عدداً غفيراً من الناس يتوافدون من كل حدب وصوب للاستمتاع بلوحة واقف الجميلة... ففي الأزقة الضيقة وجوه كثيرة من كبار وصغار، رجال ونساء وعلي كل لسان قصة يحكيها عن هذا المكان. وقالت: واقف قبلة القطريين، فيه عبق من رائحة الأجداد والآباء، حيث يذكرنا بها: رائحة اللحم الذي يشوي علي المنكل والخبز الطازج الذي ينضج علي التاوة ورائحة توابل وأعشاب العطارين ونشارة خشب النجارين، ورائحة العود والبخور والروائح. إن للأيام الخوالي عودة من جديد، هذا يؤكده سوق واقف حيث يتجلي الماضي حقيقة بكل ما فيه من تراث،عادات،تقاليد،مواويل، وأناس عاشروا الماضي، فكلهم أصبحوا ماضيا تليدا، وغدوا الان حاضرا يتغني في هذا السوق العتيق. وأشارت الي ان حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي تبني احياء السوق للحفاظ علي التراث القطري القديم حتي عادت الحياة الي المكان من جديد، ليعود البريق الي السوق القديم الذي يحمل عبق التاريخ وسحر التراث القطري الأصيل. وقالت: ان واقف يدفعك للولوج فيه أكثر فأكثر، حيث تزحف بحثا عن قطر القديمة التي تتزين عشقا وهياما امام ناظريها من مرتادين وزوار، بكل من عاش فيها من الاجداد والاباء وكل ما كان فيها من صغير وكبير.. حتي الطرقات والسكك تناديك، فتسحبك عنوة للتنعم بعطر شذاها الاخاذ الذي يتقاطر من تلك الممرات الضيقة المتعرجة التي تمثل دقة الصنعة في محاكاة كنوز معمارية وأعمال فنية لا تضاهي قد ابدعتها اجيال تلاحقت من الفنانين والمبدعين القدامي.. كذلك الابنية المطرزة بالحصي والطين والدنشل والخيزران تتلألأ أمام الرائي في حلل واشكال جميلة مبدعة تحاكي حلل الماضي. فدوامة السوق في حركة مستمرة، فما ان يخلو السوق حتي يبدا من جديد بالازدحام وما ان يركد حتي يعود للحياة مرة أخري، كثيرة تضرب خلجات الفؤاد لتصبح لنغمات العود في هذا المكان رائحة تعود بنا الي ايام الزمن الجميل... زمن الاصالة العتيد، زين السوق بعدد من السفن القطرية القديمة الدالة علي تراث هذا البلد الذي كان اهله يزاولون مهنة الغوص منذ ما يقارب المئة عام مثل عقد اللؤلؤ المنفرط... نثرت حول بعض المحال والدكاكين صور فوتوغرافية التقطت قديما لتؤرخ لحقبة بداية القرن العشرين في قطر. يتفرع عن الشارع الرئيس لسوق واقف ازقة مقبية متفرعة، ويصطف الباعة علي جانبي الزقاق عارضين بضاعتهم، داعين المارة للدخول والفرجة. وقالت : ليل واقف ليل من ليالي الألف ليلة و ليلة إذا اقبل بظلامه وسواده أقبل عليه زواره يستنبطون من داجية حلكته أنوار الصباح، وينسجون من سواده بُرُد الضياء الوضَّاح، ويصنعون من وحشته الأنس والانشراح، وينطقون صمته المهيب سمرا وسهرا... غناء وطربا... لعبا واستئناسا. واختتمت: وهكذا يقف سوق واقف فاتحا ذراعيه لكل من طرأ علي باله العودة للتنعم بشعور الاصالة والجذور، ايام كانت الحياة تنساب كانسياب الهواء العليل... ليقول لنا: أنا في ارض اختارت ان تنطلق نحو المستقبل دون ان تنسي ما ضيها الحميم... فهاهم العرب... وهذه هي حياة الصحراء... بداء من اباريقهم ودكاكينهم الي مضاربهم وخيولهم الغرة ها هنا واقف انا امام الزمن وامام التاريخ، فللماضي عودة من جديد.

ليست هناك تعليقات: