الجمعة، 7 نوفمبر 2008

اعلام ماذا ؟




في عام 1984 حجزت طفلة صغيرة اثر فيضان بين صخرتين كبيرتين تبسطتا ارض شلال هائج ،،فماذا فعلت وسائل الاعلام ،،،تسابقت كل وكالات الانباء ابتداءا من رويترز البريطانية والوكالة الفرنسية انتهاءا بتاز الروسية حينها ...تسابقت على التقاط صورة مقربة لكل الالام التي كانت تكابدها الصغيرة في هذا المكان الذي ما تجرأ اي منهم ان يمد يد الاحسان اليها منقذا اياها منه ،،ولان العدسات الوغدة اصبحت متقدمة جدا ، فالاخبار والصور تتم الان رصدها عن بعد ، تسجيلا تاما كاملا دون اي غفلان ، و دون التدخل ابدا ،،،كانت الام الطفلة تزداد كل يوم وكل يوم ينظر العالم اليها ...بعين الشفقة وعين الاستغراب وعين التطفل ،،،وكالات الانباء واصحاب الكروش العظيمة زادت نسبة ثرواتهم في تلك الفترة القصيرة الثرية من الزمن حيث ان الصورة واللقطة المقربة للطفلة اصبح الهدف الاساس
........ماتت الطفلة
حينما ماتت ايها الكرام ،،،اخذوا لها لقطة واحدة وانتهى الموضوع تماما ....من حين معرفتي بما سبق ما احترمت هكذا اعلام !!!!
،،،
توجد مدرستين في التسجيل الصحفي ، الاولى انسانية ، تقول ما على الصحفي ان يبعد احاسيسه ومشاعره عند التسجيل والتوثيق ، عند التدخل لابد من تدخل ، المدرسة الاخرى هي مدرسة حيوانية ، تقول " افصل قلبك عن جسدك " تبقى حيوانا اكثر " اسفة " انسانا وصحفيا اكثر ، ان وجدت ان بيتكم يحترق ، خذ ادواتك وابدأ بالتسجيل والتوثيق ...مثل هذه المواد لن تفقرك الا الشعور
،،،،
ولان الحياة علم وتعلم ، الا اني " مؤمنة " انك يجب ان تزاول هذه المهنة دوما ، علم من حولك بما تحس به ، ثر في وجه كل الافكار التي لاتؤيدها ، زن عقلك واجعله التربة المناسبة للخضرة ، لاتحتفظ بشجرة ميته ابدلها بفسائل جديدة ، ادخل عقلك افكار حديثة ، اعط اولا ثم خذ ، ولاتنسى ربما الصغير يعلم الكبير ،،،
" رجاءا لاتأخذوا مني المصطلحات الاعلامية فهي صحيحة تامة بالنسبة لي لاني اطلق عليها اللقب باقتناع ، وهي خاطئة حادة عن جادة الصواب لدى غيري من الاعلامييين الذين يسيرون على نهج الصواب "

* تَحْذِيرٌ :فَلِهَذِهِ المادَةِ قَانُونُ حِفْظٍ يسْتَنِدُ عَلَى قَامَةٍ فِكْرِيَّةٍ وَدسْتُورٍ يمنَعُ كُلَّ تَجَاوُزٍ بالنَّشْرِ دُونَ النَّسَبِ للمَصْدَرِ في أَيِّ بِقَاعٍ إِعْلاميَّةٍ

خولة مرتضوي


ليست هناك تعليقات: