الجمعة، 7 نوفمبر 2008

انتحار



" خليل حاوي " انهى حياته " انتحارا " ببندقية صياد ،،صوبها بدقة وتردد اعلى جبين تقاطر منه العرق وضغط على الزناد مخرجا رصاصة من عقل طائش لتستقر في جوف رأسه منهية كل الذبذبات بينه وبين الحياة ....فكان السابع من حزيران من عام 1982 يوم وداعه للدنيا ...مات منتحرا احتجاجا على اجتياح اسرائيل للبنان ،،،على مرأى من كل الاخوان والجيران العرب بعد ان قال لاصدقائه " أين هذه الامة ؟؟؟؟"
بسبب كثير من الامور التي اطلعت عليها آمنت بمعنى الحياة في الضراء قبل السراء ...ربما الغد كان افضل ،،،ربما كانت الحياة في دفاتها متغيرة ،،،ربما الرياح غدا تسافر للغرب ،،،
اقول ذلك وانا الجالسة على النعيم ،،،اعتز بمقدار الايمان والخشية من الله " وهذا واجب " واصدر احكاما على قدر كبير من المثالية " وهذا فظيع "
هؤلاء الذين يضعون على خاصراتهم متفجرات ناسفة مندفعين وسط حزم البشر منهين حياتهم بطريقة درامية ودامية اي الاسباب تؤدي بهم الى هكذا فصل ختامي ،،،
تحت هواء المكيف المنعش وهدوء الاجواء وركود الحياة بايجابياتها وسلبياتها يسهل جدا اصدار الاحكام ، ما يجوز وما لايجوز
اكره ان تنتهي الحياة كما " حرم الله " انتحارا وخلاصا ، ماعشنا لنموت فجأة امام الملأ الكبير حيث عدسات المصورين ووكالات الانباء تسعى لاشتمام هكذا تصوير مريع
لماذا مات هؤلاء القوم ...الى التهلكة ربما ذهبوا ... حيث ان الله الرحيم علمنا وزرع بنا الرحمه ، وهو لطيف خبير بالعباد ...نسأله الايمان دائما ابدا ....قرار الانتهاء فجأة صعب ،،، واتحدث عن هؤلاء الذين ينهون الهواء من رئاتهم جبرا من اجل الوطن
عندما تغتصب احدى الاوطان ...تنتهي الحياة من اجل الشرف والكرامه ...دفاعا ونضالا ....لا خلاصا هكذا
الابطال في حياتنا يموتون الواحد تلو الاخر ....اخلاصا للحياة واخلاصا للقضايا التي عاشوا لها ...الموت نهاية ...حيث انك لن تعلم ما سيأتي بعد قرار الخلاص الجبري ...راحلا بظهرك عن الدنيا ...ومسجا في تابوت كبير مختنق ...حيث الحساب الان والغد
الموت خلاصا وانتحارا لا يخلق الابطال
الابطال يموتون اخلاصا وبرائه ونتمنى من الله ان تكون النية " شهادة "
بهم نفخر ولا نطلب لهم الرحمه ....هم مرحومون برحمه الله
المنتحرون خلاصا ...نستنكر مواقفهم ...فماذا نفعل بجثة ممزقة الاشلاء
الحياة كرامة في كل شيء ...وهكذا الموت راحة في كل شيء ...وهذه ليست راحة
" الدرة وغيره من الشهداء " ماتوا امام الملأ موته كريمة ....امام الجميع ...وقبلهم امام وسائل الاعلام " الوغدة " التي اعدت العدة لنقل الخبر والصورة كاملة وقبل الجميع دون اي تدخل انساني !!!
الحياة لله استقامة ...وموت به استقامة ..." اللهم ارزقنا الحياة على الصراط المستقيم ،، وارزقنا عيشة السعداء "
::
اللهم اغفر لي ولوالداي ولجميع المسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات

* تَحْذِيرٌ :فَلِهَذِهِ المادَةِ قَانُونُ حِفْظٍ يسْتَنِدُ عَلَى قَامَةٍ فِكْرِيَّةٍ وَدسْتُورٍ يمنَعُ كُلَّ تَجَاوُزٍ بالنَّشْرِ دُونَ النَّسَبِ للمَصْدَرِ في أَيِّ بِقَاعٍ إِعْلاميَّةٍ

خولة مرتضوي


ليست هناك تعليقات: